✨ عشتُ طوال عمري في الغربة.
ولا أعرف وطني الأصلي إلا اسماً فقط.
وبعض الذكريات المتماهية التي تذوب وتتلاشي مع أحداثي اليومية… عشتُ شطر عمري في بلد المولد.
والشطر الثاني في بلد المهجر.
عشتُ طوال عمري مشتتة.
ضائعة.
متذمرة بين غربة المولد.
حيث المعاملة مختلفة لأنكِ وافدة.
وبين غربة المهجر.
حيث اللغة والثقافة مختلفة.
وبين هذه الغربة وتلك.
وبين غربة الشتات.
بعيداً عن موطن آبائي وأجدادي.
لم أذق يوماً طعماً للوطن.
أتابع حياتي في الغربة.
وأنا أذرف الدموع شوقاً لأهلي.
ثم إذا زرتُ أهلي.
وجدتني غريبة بينهم.
فاتتني أخبارهم وتحولاتهم.
وصرتُ فقط ضيفة عندهم❗ لأشتاق لوطن المهجر مرة أخرى.
حتى اذا استقر بي المقام.
وضحكتُ على نفسي بأنني منهم.
ومعي جنسيتهم.
قابلني نفس السؤال كل يوم: ما أصلك؟ من أين أتيتِ؟ ما معنى اسمك؟ اييييييه.
أتعرفين؟ أجيبلك اياها من الآخر… سواء كنتِ في وطنك.
بين أهلك.
او كنتِ في وطن آخر.
ما نسميه يعني “غربة” أو مهجر.
ستطول بكِ الحياة بما يكفي.
لتكتشفي ان كل مرحلة من مراحل حياتك هي غربة.
وستعيشين أياماً.
تكونين فيها غريبة حتى في بيتك.
وسط أهلك.
مع أمك.
أو أخواتك.
مع زوجك.
أو أبنائك.. مع صديقاتك.
ستعيشين لتنكري الكثير من الأمور على المكان الذي تعتبرينه وطنك.
وتتمنين وطناً غيره.
وستعيشين لتنكري أغلب انماط الحياة في الوطن الآخر وتشتاقين لعودتك الى وطنك..❗ ثم تكتشفين.
بين هذا وذاك.
ان لا موطن حقيقي لكِ في الدنيا.
إنما هي محطات.
نهايات وبدايات.
والمحطة الأخيرة.
الوطن الحقيقي.
المثوى الأخير.
هو بيتك في الجنة! قصورك.
سراياكِ.
جناتك.
حدائقك.
أنهارك.
بحرك.
سمائك.
أهلك.
أصدقائك.
أحبابك.
كلها هناك لكِ.
وكلها مطبوع عليها حروف اسمك: ملكية أبدية أزلية ما دامت السموات والأرض.
بيتك الحالي.
سينتقل لغيرك.
ذهبك وأملاكك.
سيرثها ويوزعها ويبيعها ورثتك.
أولادك الحاليون.
سيتزوجون ويغادرونك.
زوجك.
قد يُخلص لكِ.
أو يتزوج غيرك.
أو يتوفاه الأجل قبلك❗ أمك.
أبوك.
سيرحلان.
أخوتك.
سيتشتتون بحثاً عن أرزاقهم.
البشر من حولنا يذهبون..♀♂ وما نمتلكه حقا.
هو ملكية مؤقتة.
ستذهب الى غيرنا عندما نفقد أهليتنا في الحياة.
◾حتى ما نكتبه في النت.
◽حتى قناة استروجينات ◾مدونة استروجينات.
◽صفحة استروجينات.
ستغلق كلها وكأنها لم تكن.
عندما تموت صاحبتها!! الموت… هو النهاية الحقيقية للغربة.
وهو البداية الحقيقية للعودة الى حضن الوطن لذا.
عندما أعيش بين تلاطم أمواج الغربة طوال حياتي.
فإن الشيء الوحيد الذي أفكر فيه.
هو ما الذي سأتركه هنا.
في هذه الغربة.
لأمتلكه غدا بعد موتي.
على أرض وطني.
بيتي الحقيقي.
الذي أمتلك صك ملكيته الأبدية! كلنا.
أنا.
وانتِ.
وهي.
نمتلك الكثيييير.
لكنه ليس بيدنا الان.
نمتلك قصوراً في الجنة.
واشجاراً لا تعد ولا تحصى.
نمتلك ربما فدادين لا نهاية لها .
فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.
ولا خطر على قلبنا قط! لكنها بانتظارنا ان ندفع ثمنها هنا.
والان.
الحقيقة التي ستصلين إليها.
كما وصلتُ أنا لها.
بعد الكثير من التخبط والحيرة والدموع والألم والشتات.
أن مكاننا الحقيقي.
وعودتنا الحقيقية.
ندفعها اليوم.
لنعيشها غدا.
#خلودالغفري #استروجينات من مقال العودة من الغربة للمزيد... أ
خلود الغفري ✨قناة استروجينات للأنوثة القيادية ✨ نسمح بالارسال مع الاحتفاظ بالرابط اسفل المنشور t.me/estrogenat
تعليقات
إرسال تعليق