حِجابُها حَجَبها عن الموت بأمر الله..
قصة واقعية رااائعة.
في عام 1979، قرر جدي أن يهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية - ولاية كاليفورنيا- تاركاً خلفه وطنه الحبيب سوريا ليبدأ حياةً جديدةً هناك..
كانت الترتيبات تقضي أن يسافر جدي في البداية لوحده، ثم تلحق به جدتي وأبناؤهم السبعة بعد ذلك.
كانت رحلتهم إلى أميركا بتاريخ ٢٥/٥/١٩٧٩م تتضمن النزول أولاً في ولاية نيويورك ثم السفر إلى شيكاغو قبل محطتهم الأخيرة إلى كاليفورنيا
في نيويورك، كان قرار الجهات الأمنية يلزم جميع المهاجرين عند وصولهم تعبئة طلب "الغرين كارد" قبل السفر للمحطة التالية
كانت عمّتي هالة بذلك الوقت قد تحجّبت منذ فترة بسيطة، ولما طلب منها الموظف المختص أن تخلع حجابها من أجل التقاط صورة شخصية لها لإتمام المعاملة، رفضت !! ووضَّح الموظفون لها أكثر من مرة، أنها لن تحصل على "الغرين كارد" ولن تسافر إلى محطتها التالية إلا إذا تصورت حاسرةَ الرأس، وبالتالي فإنها لن تستطيع اللحاق بالرحلة القادمة!! بدأت جدتي المرهقةُ من السفر الطويل تفقد صبرها .
فلم يبقَ إلا الوقتُ القليل على إقلاع طائرتهم التي اشتروا تذاكرها بكل ما يملكونه من مال.
لذلك كانت تتوسل لابنتها هالة أن توافق على خلع الحجاب لأخذ الصورة (من باب الاضطرار)، ولكن عمّتي ظلت مُصرَّةً على موقفها..
استدعى الموظفون بعض المسؤولين الكبار في المطار كمحاولة لاقناعها، ولكنها كانت ثابتةً على موقفها وقالت لهم: لا يهم مَن تستدعون، فلن أخلع حجابي .
وبعد مرور 3 ساعات ساخنة من الحوار والجدال مع مسؤولي الأمن، وافقوا أخيراًً على التقاط صورتها وهي مرتديةٌ الحجاب.
ولكن بعد ماذا؟ بعد أن فات الوقت وأقلعت طائرتهم المتجهة لشيكاغو .
واضطروا عندها لشراء تذاكرَ جديدةٍ والبقاء ليلة كاملة في نيويورك
بطبيعة الحال، كانت جدتي في تلك اللحظات تصبُّ جامَ غضبها على عمتي، وتتذمر مما فعلتْ ومن عنادها الذي كلفهم فواتَ رحلتهم إلى مكان استقرارهم في كاليفورنيا مع جدي
وفي اليوم التالي، وصلت رحلتهم إلى كاليفورنيا وكان جدي باستقبالهم وهو يبكي غيرَ مصدق أنه يراهم أمامه أحياء!! كان يقول لهم وسط دموعه: اللهم لك الحمد .
اللهم لك الحمد أنّكم على قيد الحياة !! كانوا مستغربين من لهفته تلك وتعجبه من أنهم ما زالوا أحياء، فكان رده الصادم : رحلتكم الأصلية التي حجزتم عليها أمس (رحلة رقم 191) على الخطوط الأمريكية (aa)، تحطمت الطائرة نتيجة خلل في المحرك ومات جميع الركاب الذين كانوا على متنها (١٧١) راكباً!!! كانت الصدمة والدهشة والفرحة والبكاء والحمد والشكر لله سيدَ الموقف في تلك اللحظات .
لأن الله نجاهم بفضله وكرمه ومن ثم بسبب بركات حجاب عمتي!!! وهذه صورة عمتي التي تصورتها ووضعتها على معاملة الهجرة عند وصولهم إلى نيويورك قبل ٤٠ سنة تقريباً، والتي أنقذت بها حياتها وحياة أسرتها..
صورة ترمز للشجاعة والعزة وفخر فتاةٍ مسلمة بحجابها
علموا بنتاكم قوة الثبات على الدين والاعتزاز بتعاليمه.
تعليقات
إرسال تعليق